مساء/ صباح معطر بأريج المسك
مكلل بالورد والياسمين
المجرم الأول :
تحبه أكثر من نفسك
تمنحه قلبك على طبق من ذهب
يتسلى به زمنا
ثم يعيده إليك أشلاء
على طبق من ضياع
المجرم الثاني:
يمضي والداه العمر تفانيا لأجله
يفرحان لمجرد أن يبتسم يبكيان إذا حزن..
يشبعان إذا أكل ..يرتويان إذا شرب ..
يسهران إذا اشتكى ..
يحفانه بالحب و الحنان و الرضى ..و الدعوات
وحين يشتد عوده .. و يبلغان من الكبر عتيا ..
ويشتد احتياجهما له ..
ينتهي بهما المطاف في دار عجزة
المجرم الثالث :
تجده محطما..
فتحتضن خوفه
تلم شعثه
تحسن إليه كلما اقتضى الأمر
تساعده كلما دعت الحاجة
ويوم يستشعر الأمان
أول من يعض تكون يدك
المجرم الرابع:
تبيع الدنيا لتشتريه
تخترق المستحيل لأجله
تواجه الأهل و المجتمع و العرف
إكراما له
ثم يخذلك بلا سابق إنذار
ويبيعك في أول سوق يصادفه
المجرم الخامس:
يأتي بأبنائه إلى هذا العالم
دون أن يوفر لهم الرعاية الكافيه
دون أن يكون بحجم المسؤوليه
أو يلعب دوره كأب
فيتركهم للشارع يعلمهم على جديلته
ويوم يتنبه لانحرافهم
يكون أوان التقويم قد فات
المجرم السادس:
يوهمك بصداقته كل الوقت
يزعجك بمشاكله كل الوقت
يدوشك بطلباته دوما
وحين تحتاجه مرة
يتنكر لك كما لو لم يعرفك يوما
المجرم السابع :
يملك زوجة جميله
تخدمه برموش عينيها
و أبناء رائعين
وحياة سعيده
ويلهث خلف امرأة أخرى
ليلبي نزوة عابرة
فيحطم كل شيء بجرة قدم
المجرم الثامن:
يحب نفسه أكثر مما يجب
يدمر كل من حوله
ليشبع نرجسيته
طلباته أوامر
إحتياجاته مفروضات
و الغير عنده مجرد عبيد
المجرم التاسع :
يظلم نفسه
بتمني شيء هو موقن من استحالته
وانتظار شيء هو واثق أنه لن يأتي
و التعلق بشيء هو يعلم أنه لن يكون له مطلقا..
وحين يتنبه يجد أن العمر أفلت منه هباءً
هم مجرمون .. و لكنهم طلقاء أحرار ..
بلا قيود .. و خارج الزنزانة ..
هم مجرمون .. و لكنهم يعيشون بيننا ..