كـيفيـة أخـتيـار الاصدقـاء
الصداقـة من الصدق و التصديق .. وهـي المحـبـة بالصدق فيمـا يرتبط بالتعـامل مـع النـاس .. بشكـل عـام .. بـأعــتبار ان الصداقـة وجـه واسـع من أوجـه التعـامل مع النـاس . ويمكـن تقسـيم الصداقـة الـى قسـمين رئيسيين:
الاول: صداقـة عـامـة ... يرتبط بهـا الانسـان مـع كل من هـو أهـل للمصادقـة من بني البشر
بـأعـتبار انـه مثلهـم و يشترك معـهم في الهـيئة و الخـلقـة وفي عـمارة الارض .
قـال تعـالى: ( انمـا المؤمنون اخـوة ) ( الحـجـرات .. الآية: 10 )
الثاني: الصداقـة الحـميمـة ... تتمثـل في الاصدقـاء المقـربين الحـميمين ، و هـولاء هـم
اقـرب النـاس عـلى قـلب ذلك الانسـان و اكـثر التصـاقـاً بـه.
لقـد قـال احـد الشعـراء في اخـتيار الاصدقـاء:
عـن المـرء فسـأل عـن قـرينـه فـكـل قـريــن بـالمقـارن يـقـتـدي
اذا كـنت في قــومٍ مصـاحـب ولا تصحـب الأردى فتردى مع الردي
أن الحـكمة في عـمليـة أخــتيار الاصدقـاء هـي:
• أن الـزمن زمـن جـور فيجـب على الانسـان الحـذر، لأنـه سيعـطي صديقـه الثـقـة ويبـوح لـه بكل أسـراره و يكون مكـشوفـاً أمـامـه.
• قـد يخـطئ الانسـان في أخـتيار صديقـه ولا يعـرف حـقيقتـه، و بالاخـتيار يعـرف الانسـان معـادن النـاس و عـيوب الاصـدقـاء فأما أن يحـاول ان يصلحـه أو ان يبتعـد عـنـه اذا دعـت الحـاجـة و المـوقـف لـذلك.
• اذا طـرأت تغـيرات معـينـة في الصداقـة ، فيكون الاخـتيار هـو الكـاشف لتلك المتغـيرات .
وهـنا قـد يثـور السـؤال بمـاذا يمكن أن نخـتبر الاصدقـاء ؟ يمكن اجـمالهـا بما يـلي:
أ. أخـتيار الميـل النفسـي و الـروحـي ( حـب التـقـرب ).
ب. أخـتبـار الاخـلاص في الصـداقـة .
ت. الاخـتبـار في الصـدق.
ث. الاخـتبـار عـند الحـكم و الغـضب.
ج. أخـتبـار المـواسـاة بالمـال .
قــال الشـاعـر :
ولا خـيـر في ود امـرئ متـلون اذا الـريح مـالـت مـال حـيثُ تميـلُ
مـا أكـثـر الاخـوان حـين تعـدهـم لكـنهـم فـي النـائبـاتِ قـليـلُ
قـال تعـالى : ( و يـوم يعـض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخـذت مع الرسـول سبيـلاً * يا ويلتي ليتني لم أتخـذ فُـلانـاً خـليـلاً ) ( الفرقـان : الآيـة 27 – 28 )
ففـي هـذه الآيـة المبـاركـة يعـبر لنـا الله سبحـانـه و تعـالى عـن حـسرة الظالم يـوم القـيـامـة بسبب أخـتياره السيء لاخـلائـه الـذين أبعـدوه عـن طريق الحـق ، و تمنيـه انـه يتخـذ الرسـول (ص) خـليـلاً ، ولكن بعـد فـوات الاوان و النتيجـة هـي النـار و السـبب سـوء اخـتيار الاصدقـاء .
اذن عـلينـا ان نــدقـق في أخــتيـار اصـدقـاءنـا ، و نخـتـار مـن يكـون اهـلاً لتلك الصـداقـة و اليـك بعـضاً مـن صفـات هـولاء هـي:
1. ان يكـونـوا ذولا اخـلاق عـاليـة.
2. مـن اذا قـلت حـقاً صّـدق قـولك.
3. مـن اذا خـدمتـه صـانك.
4. مـن قـل شـقـاقـه.
5. مـن يـرغـب فيـك و اليـك.
امـــا الاشـخـاص الـذين لا تـجـب مصـادقـتهـم فهـم :
1. مـن اذا حـدثتـه مـلّك .
2. مـن اذا مانعــته أفـترى عـليك.
3. مـن اذا فـارقتـه سـاءك مغـيبـه بـذكر سـوءاتك.
4. مـن يـتتبع عـيـوب الآخـرين.
ومــوقـفـنـا مـن الاشـخـاص الـذين لا تجـب مصـادقتهـم هـو أن نحـاول مصـادقـتهم ولكن بحـذر وذلك لكـي نحـاول ان نغـيرهـم الى الافضل وان ننقـذهـم مـن جـحـيم الاخـلاق السـيئـة الى جـنـة الفـضيـلـة.
ولا ننسـى ان نــذكــر حـقـوق الاصـدقـاء الـذين نختتارهـم و هـي:
• الحـفـظ في الغـيبـة ، و رد الغـيبـة عــنـه.
• أن لا يتـرك الصـديق صديقـه وقت النكـبات ، وأن يحـب الخأير للصـديق كما يحـب لنفسـه.
• العـيـادة في المـرض.
• غـفـران خـطأه و زلتــه و قـبول معـذرتــه.
• نصـرة الصديق ظـالمـاً و ذلك بنهـيـه عـن الظلم و العـدوان ، أو مظـلومـاً و ذلك بـالـوقـوف الى جـانبـه حـتى يـرجـع حــقـه.
و فـي النهـايـة أقــول أن الصداقـة مـا هـي الا عـبـارة عـن جــو مـن الثـقـة المتبـادلـة بين الاصدقـاء و أسـتخـدام الحـلم و الـرفـق و الليـن و الكـرم و تـرك المنـاقشـة السلبيـة ، وتجــنب الخـيـانـة في الصديقة